قضية كركوك ام قضية كردستان الكبرى؟
آزاد مهاجر كاتب كردي سوري
لقد ورد في قرار الجمعية العامة رقم 1904 (د-18) المؤرخ في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1963 أن الأمم المتحدة "تؤكد رسميا ضرورة القضاء السريع علي التمييز العنصري في جميع أنحاء العالم، بكافة أشكاله ومظاهره وضرورة تأمين فهم كرامة الشخص الإنساني واحترامها و تؤكد رسميا ضرورة اتخاذ التدابير القومية والدولية اللازمة لتلك الغاية، بما فيها التعليم والتربية والإعلام، لتأمين الإدراك والمراعاة العالميين الفعليين للمبادئ المنصوص عليها ....."
إلا أن الواقع العملي في العالم شئ آخر وقضيتنا الكردية خير دليل على ما نقوله.
إن مشكلة الشعب الكردي أوالقضية الكردية كما هو معلوم قديمة. فهي إما ضحية الأخوة الاسلامية أوالاخوة العربية أوالتركية أوالفارسية أو أنها ضحية المؤامرات الدولية كما يحدث الأن. وكلما نظرنا الى تاريخنا لا يوجد شئ ما يوحي بالخير مستقبلا. فلم تشملنا عصبة الامم حينها بخيراتها الإنتدابية ولم تحررنا أممية الاتحاد السوفياتي سابقا وتجاهلنا مبدأ (حق الشعوب في تقرير مصيرها) الأمريكي والأمور مع الامم المتحدة كما تبدو تتجه نحو الاسوء.
بتشكيل الدول الجديدة، سوريا والعراق وتركيا الى جانب ايران أصبحت كردستان مقسمة الى أربعة أجزاء بعد أن كانت مجزأة بين الامبراطوريتين الفارسية والعثمانية. وعلى الرغم من أن كافة قرارات الإنتداب والاتفاقات المبرمة بين دول الحلفاء و تركيا من جهة و بين ايران و الاتحاد السوفياتي سابقا تنص على ضرورة مراعاة الحقوق القومية للشعب الكوردي، وأن ميثاق الامم المتحدة يحرم التمييز بين البشر بسبب العرق أو اللون أو الأصل الاثني بإعتباره إهانة للكرامة الإنسانية، ويجب إدانته باعتباره إنكارا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وانتهاكا لحقوق الإنسان وللحريات الأساسية المعلنة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتشكل عقبة دون قيام علاقات ودية وسلمية بين الأمم، إلا أن هذه الدول تتنكر لعهودها وتستخدم كافة الدسائس والمؤامرات والأسلحة المحرمة لتقويض شعبنا والقضاء على تطلعاته في المساواة والإنعتاق.
واليوم حيث يتمتع شعبنا في جنوب كردستان "كردستان العراق"، بقسط من الراحة والامان والديمقراطية، تتكالب دول الجوار العراقي لتقويض هذه التجربة الفتية وتحويلها الى مرتع للفوضى والدمار السائدين في بقية العراق لكي لا تصيح نموذجا يحتذى به للشعوب المجاورة. كما أن الهيستريا التي إنتابت هذه الدول والنعيق الصادر من الاقلام الماجورة بشأن تحويل قضية كركوك الى الامم المتحدة ما هو إلا جزء من مخططهم و مؤامرتهم لاشغال العالم بها وحتى إلهاء الحكومة الكردية بها و جعل قضية كردستان الكبرى قضية ثانوية او نسيانها.
فإذا كانو يريدون تحويل ملف كركوك الى الامم المتحدة، ويبدو ان الامم المتحدة تقبل ذلك نتيجة ضغوطات القوى العظمى ، فلماذا لايتم تحويل ملف شمال كردستان"كردستان تركيا" و 4000 قرية مدمرة مع تهجير سكانها الى الامم المتحدة؟ و لماذا لا يتم تحويل ملف غربي كردستان"كردستان سوريا" و تعريب 80% من المناطق الكردية واستقدام العرب للتوطين فيها ومنحهم الأراضي المستولية عليها من الكرد الى جانب ملف قتل 40كرديا و اعتقل اكثر من 2500كردي ابان انتفاضة اذار 2004 و اغتيال الشيخ معشوق الخزنوي ؟
و لماذا لايتم تدويل ملف شرقي كردستان"كردستان ايران" و قضية اغتيال قاسملوا و شرفكندي و تفريس المناطق الكردية ؟
ـ لماذا لا يتم تحويل ملف كردستان الكبرى في كل من سوريا والعراق وايران وتركيا، كقضية أمة يتجاوز تعدادها 40 مليونا محرومة من حق تقرير مصيرها بنفسها، الى الامم المتحدة ؟
او لماذا لا يجعلوا من كردستان الكبرى محمية دولية، اي تحت اشراف قوات من الامم المتحدة لحمايتها من الأنظمة العنصرية في سورية وتركية والعراق وايران، على غرار القوات الموجودة بين سوريا و اسرئيل و بين لبنان و اسرائيل، وبشرط أن لا تكون من الدول الاسلامية أو من الدول العربية أو من دول الجوار.
إنني لا ارى في تاجيل قضية كركوك حلا مناسبا. والاولى بالحكومة الكردية ان تتفق مع الحكومة المركزية على ضم كل المناطق المستعربة الى الفدرالية الكردية و باسرع وقت ممكن، حتى وإن كانت على حساب اشياء اخرى، وان يتم ذلك بعيدا عن الضجة الاعلامية، ومن الأهمية بمكان ارجاع العرب المستقدمين الى اماكنهم الاصلية لكي تصبح عبرة للعرب والأتراك والفرس المستقدمين الى المناطق الكردية في غرب كردستان وشماله وشرقه في كل من سوريا وتركيا وإيران.
اما الاصوات النشاذ التي تعلوا هنا و هناك مهددة، فهي نفسها التي كانت تعلوا قبيل تحرير العراق و تدعا الى المظاهرات في الخارج ضد الحرب على رئيسهم المقبور بحجة الدفاع عن الابرياء في العراق، وكأن الإسلام قد حلل قتل الاكراد. لقد غدا الاسلام سلعة رخيصة تباع و تشترى بها دماء المسلين الابرياء، وتبقى العدالة في خبر كان، وحقوق الانسان في الشرق لاتساوي حقوق الحيوان في الغرب. فأين الاسلام و اين الأمم المتحدة من كل مايحدث ؟
نعم لدينا تجارب مريرة و مأساوية مع الامم المتحدة وامريكا والدول الاسلامية و دول الجوار منها خاصة.
فالمطلوب من حكومتنا الموقرة أن تحول قضية كردستان الكبرى الى الامم المتحدة و ليس قضية كركوك فقط.
علما انني متشائم من دور الامم المتحدة ولا ارى اسم "الامم المتحدة" يناسب اعمالها. والأفضل أن يصبح (الدول المتحدة) أو ممثلية الدكتاتوريات المتحدة .
2007-08-11
اما عن الموقع الخاص بمعاناة الشعب الكردى فقط اضط على الربط
http://www.kurdistanabinxete.com/Zur...lm_Zordari.htmلترى وتسعى بل ونسعى جاهدين الى تقديم المساعده لأخواننا المسلمون الكرديون هناك من مقاطعة عامة للمنتجات الصينى مهما لزم الامر ونشر هذا الخبر عبر الانترنت والدعاء لهم بأخلاص بأن ينصرهم الله ويثبت أقدامهم
وفى النهاية اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينصرهم ويثبتهم على دينه وينصر الأسلام ويعز المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها
وجزاكم الله خيرا